الترفيه والثقافة الشعبية

ثمانية مخلوقات خرافية مرعبة من الأساطير القديمة

الأساطير مليئة بالقصص والشخصيات الرائعة، ولكن ليست جميعها ودودة أو خَيِّرة. بعضها مرعب تماماً وستكون سعيداً؛ لأنها ليست حقيقية. في هذه المقالة، سنستكشف 8 من أكثر المخلوقات المرعبة من الأساطير القديمة والتي لن ترغب أبداً في مواجهتها في الحياة الواقعية.

1. سيربيروس (Cerberus): كلب هاديس ذو الرؤوس الثلاثة

سيربيروس هو الكلب الوحشي الذي يحرس مدخل العالم السفلي في الأساطير اليونانية. له ثلاثة رؤوس، وذيل الثعبان، وعرف الثعابين. ويمنع أرواح الموتى من الخروج والأحياء من الدخول. وهو مخلص لسيده هاديس إله الموتى (حسب الأساطير)، لكنه متوحش وشرس تجاه أي شخص آخر. غالباً ما يتم تصويره على أنه مقيد أو مكمّم، لكنه مع ذلك قادر على عض والتهام أي شخص يجرؤ على عبور طريقه.

2. ميدوسا (Medusa): جورجون بنظرة مميتة

ميدوسا هي واحدة من عائلة الجورجون أي الأخوات الثلاث، ذوات شعر الثعبان، اللائي يمكنهن تحويل أي شخص ينظر إليهن إلى حجر. كانت ذات يوم عذراء جميلة لعنتها أثينا، إلهة الحكمة، بسبب اغتصابها من قبل (بوسيدون)، إله البحر، في معبدها. تم نفيها إلى جزيرة نائية، حيث عاشت مع شقيقتيها، (ستينو) و (يوريال)، اللتين كانتا أيضًا من عائلة الجورجون. قُتلت في النهاية على يد البطل (بيرسيوس)، الذي استخدم درعاً عاكساً لتجنب نظرتها وقطع رأسها. ثم استُخدم رأسها كسلاح من قبل بيرسيوس ولاحقاً من قبل أثينا، التي وضعته على درعها.

3. هيدرا (Hydra): الثعبان متعدد الرؤوس الذي ينمو مرة أخرى

هيدرا هي ثعبان ماء عملاق يعيش في مستنقعات (ليرنا) بالقرب من (أرغوس) في الأساطير اليونانية. وله رؤوس كثيرة، بعضهم يقول تسعة، والبعض يقول خمسون، والبعض يقول مائة، وكل رأس ينفث سماً ونيراناً. وما يجعل الأمر أكثر خطورة هو أنه في كل مرة يتم قطع رأس واحد منها، ينمو مكانه رأسان آخران. كما أن لها رأساً قوياً لا يمكن قتله إلا بالنار. لقد كانت إحدى الأعمال الاثني عشر التي قام بها هرقل، ابن زيوس، الذي اضطر إلى قتلها بمساعدة ابن أخيه يولاوس. واستخدموا شعلة لحرق الرؤوس المقطوعة ودفنوا الرأس الخالد تحت صخرة ضخمة.

4. مينوتور (Minotaur): الرجل ذو رأس الثور الذي يلتهم البشر

مينوتور هو مخلوق له رأس ثور وجسم رجل. وهو من نسل (باسيفاي) زوجة الملك (مينوس) ملك كريت، والثور الأبيض الذي أرسله (بوسيدون) إله البحر علامة على إحسانه. كان من المفترض أن يضحي مينوس بالثور لبوسيدون، لكنه احتفظ به بدلاً من ذلك وأغضب الإله الذي جعل (باسيفاي) يقع في حب الثور. كان مينوس يخجل من المينوتور وحبسه في متاهة، وهي عبارة عن هيكل يشبه المتاهة صممه (ديدالوس)، المخترع الشهير. في كل عام، كان مينوس يطالب بإرسال سبعة شبان وسبع شابات من أثينا إلى المتاهة كجزية، حيث يلتهمهم المينوتور. واستمر ذلك حتى تطوع (ثيسيوس) ابن ملك أثينا للذهاب كأحد الضحايا وتمكن من قتل المينوتور بمساعدة (أريادن) ابنة مينوس التي أعطته كرة من الخيط ليجد طريقه للخروج من المتاهة.

5. أبو الهول (Sphinx): الأسد المجنح الذي يحل الألغاز برأس بشري

أبو الهول هو مخلوق له جسد أسد، وأجنحة نسر، ورأس إنسان، عادة امرأة. وهي مرتبطة بكل من الأساطير المصرية واليونانية، ولكن القصة الأكثر شهرة عنها هي من الأخيرة. أرسلتها (هيرا) زوجة (زيوس) لتغزو مدينة طيبة، حيث جلست على صخرة بالقرب من المدخل وطرحت اللغز على كل من يريد الدخول أو الخروج. اللغز كان: “ما هو الحيوان الذي يمشي على أربع أرجل في الصباح وعلى رجلين ظهراً وعلى ثلاث أرجل في المساء؟” أي شخص فشل في الإجابة على اللغز قُتل وأكله أبو الهول. حاول الكثير من الناس وماتوا، حتى جاء (أوديب)، ابن ملك طيبة، وحل اللغز. فكان الجواب: “الرجل الذي يحبو على أربع عندما كان طفلاً، يمشي على قدمين عندما يكون بالغاً، ويستخدم العصا كرجل عجوز”. فغضب أبو الهول من الجواب لدرجة أنها ألقت بنفسها من على الصخرة وماتت.

6. تشاريبديس (Charybdis): الدوامة التي تبتلع السفن

تشاريبديس هو وحش بحري يخلق دوامة ضخمة في مضيق (ميسينا)، بين صقلية وإيطاليا، في الأساطير اليونانية. وهي ابنة (بوسيدون) إله البحر، و(غايا) إلهة الأرض. كانت ذات يوم حورية جميلة تخدم والدها بإغراق أراضي أعدائه، لكنها عاقبتها زيوس ملك الآلهة، حيث حولها إلى فم وحشي يمتص الماء ويبصقه ثلاث مرات في اليوم، مما يخلق دوامة قاتلة تبتلع أي شيء يقترب منها. غالباً ما يتم إقرانها مع (سيلا)، وهو وحش بحري آخر يعيش على الجانب الآخر من المضيق وله ستة رؤوس تنتزع البحارة من سفنهم. يشكل الوحشان معضلة لأي شخص يحاول الإبحار عبر المضيق، حيث يتعين عليهم الاختيار بين أن تلتهمهم سيلاأو أن يغرقهم تشاريبديس.

7. سايكلوبس (Cyclops): العملاق ذو العين الواحدة الذي يأكل البشر

سايكلوبس هو جنس من العمالقة ذوي العين الواحدة الذين يعيشون في كهوف وجزر معزولة في الأساطير اليونانية. وهم أبناء أورانوس إله السماء، وغايا إلهة الأرض، ويعرفون بقوتهم ومهارتهم في صياغة الأسلحة والأدوات. وهم معروفون أيضاً بوحشيتهم وأكل لحوم البشر، حيث لا يحترمون القوانين أو الآلهة. وأشهر قصة عنهم هي اللقاء بين (أوديسيوس)، ملك إيثاكا، و(بوليفيموس)، ابن بوسيدون، خلال حرب طروادة. حوصر أوديسيوس ورجاله في كهف بوليفيموس، حيث أكل العملاق بعضهم وخططوا لأكل الباقي. تمكن أوديسيوس من الهروب عن طريق تعمية بوليفيموس بقطعة خشبية والاختباء تحت الأغنام التي احتفظ بها العملاق في كهفه. لقد خدع أيضاً بوليفيموس بإخباره أن اسمه هو “لا أحد”، لذلك عندما صرخ العملاق طلبًا للمساعدة، اعتقد العملاق الآخر أنه كان يقول “لا أحد يؤذيني” وتجاهله.

8. الكراكن (Kraken): الحبار الضخم الذي يهاجم السفن

الكراكن هو وحش بحري أسطوري يشبه الحبار العملاق أو الأخطبوط. ويقال إنه يسكن في أعماق المحيط، بالقرب من سواحل النرويج وجرينلاند، في الأساطير الإسكندنافية. إنه ضخم جداً لدرجة أنه يمكنه لف مجساته حول سفينة وسحبها إلى قاع البحر، أو إنشاء دوامة عن طريق غمر نفسه. ويقال أيضاً أن له رائحة كريهة وشهية شرهة، حيث يتغذى على الأسماك والحيتان والإنسان. ويُنظر إليه أحياناً على أنه إله أو حارس للبحر، ولكن البحارة والصيادون يهابونه ويكرهونه أيضاً. غالباً ما يتم تصويره على أنه وحش وحشي له منقار وعينين وممصات، لكن بعض القصص تصفه أيضاً بأنه يحتوي على أشواك ومخالب وقرون.

خاتمة

هذه ليست سوى بعض من الوحوش الأسطورية العديدة التي طاردت خيال الناس لعدة قرون. إنها رائعة ومرعبة في نفس الوقت، وتعكس مخاوف وأوهام وخرافات الثقافات والأزمنة المختلفة. كما أنها بمثابة تذكير بأن العالم مليء بالعجائب والأسرار، وأننا يجب أن نكون ممتنين لأن هذه المخلوقات ليست حقيقية ومجرد خرافة.




زر الذهاب إلى الأعلى