السرعة هي واحدة من أروع جوانب مملكة الحيوان. يمكن أن تكون مسألة حياة أو موت، حيث تستخدم الحيوانات المفترسة سرعتها للقبض على فرائسها، وتستخدم الفريسة سرعتها للهروب من الحيوانات المفترسة. ولكن ما هي الحيوانات الأسرع في العالم، وكيف تصل إلى هذه السرعات المذهلة؟ في هذه المقالة، سنستكشف أسرع الحيوانات على وجه الأرض. وسننظر أيضاً إلى بعض العوامل التي تؤثر على سرعتها، مثل حجم الجسم وشكله وتكيفاته.
أسرع حيوان بري: الفهد (Cheetah)
Credit: Ondrej Prosicky
يعد الفهد على نطاق واسع أسرع حيوان بري، فهو قادر على الانطلاق من صفر إلى 96.5 كم في الساعة في أقل من ثلاث ثوانٍ. يمكن للفهد أن يصل إلى سرعة قصوى تبلغ حوالي 112.6 كم في الساعة، لكنه لا يستطيع الحفاظ على هذه السرعات إلا لمسافات قصيرة، عادة أقل من نصف ميل. ترجع سرعة الفهد إلى جسمه النحيف، وأرجله الطويلة، وعموده الفقري المرن، ورئتيه الكبيرتين، وقلبه، وفتحتي أنفه، وعضلاته وأوتاره المتخصصة. يمتلك الفهد أيضاً ذيلاً طويلاً يساعده على التوازن والتوجيه، ومخالب شبه قابلة للسحب تمسك بالأرض مثل المرابط.
أسرع حيوان بري (مسافات طويلة): الوعل الشوكي القرون (Pronghorn)
Credit: Paul Tessier
في حين أن الفهد هو أسرع عداء، فإن الوعل الشوكي القرون، المعروف أيضاً باسم الظبي الأميركي (American antelope)، هو أسرع عداء للمسافات الطويلة في المملكة الحيوانية. ويمكنه الحفاظ على سرعة تبلغ حوالي 56 كم في الساعة على مدى عدة أميال، ويمكن أن يصل إلى سرعة قصوى تبلغ حوالي 88.5 كم في الساعة في رشقات نارية قصيرة. ترجع سرعة الوعل الشوكي القرون إلى كبر حجم قلبها ورئتيها وقصبتها الهوائية، مما يسمح لها باستهلاك المزيد من الأكسجين أثناء الجري. يمتلك الوعل الشوكي القرون أيضاً حوافر مبطنة، وجسماً خفيفاً وديناميكياً هوائياً، وفراء يتغير مع الفصول لتنظيم درجة حرارته.
أسرع سمكة: المارلن الأسود (Black Marlin)
Credit: kelldallfall
ليس من السهل قياس أسرع الحيوانات في البحر، حيث توجد العديد من الشكوك والتقارير المتضاربة حول السرعات المسجلة. ومع ذلك، وفقاً لبعض المصادر، فإن سمك المارلين الأسود هو أسرع الأسماك، حيث تقدر سرعته القصوى بما يصل إلى 128.7 كم في الساعة. المارلن الأسود عبارة عن سمكة كبيرة وقوية يمكن أن يصل طولها إلى 4.8 أمتار وتزن أكثر من 680 كغ. ترجع سرعة المارلن الأسود إلى جسمه الانسيابي، وزعنفة الذيل الكبيرة، وعضلاته القوية. يحتوي المارلين الأسود أيضاً على زعنفة ظهرية قابلة للسحب تقلل من السحب عند السباحة.
أسرع حشرة: ذبابة الخيل (Horsefly)
Credit: Eric Isselee
أسرع حشرة في العالم هي ذبابة الخيل، حيث يمكنها أن تصل سرعتها إلى 144 كم في الساعة في ظروف معينة. ذبابة الخيل هي حشرة ماصة للدماء ويمكن أن يصل طولها إلى 2.5 سم ولها لدغة مؤلمة. ترجع سرعة ذبابة الخيل إلى أجنحتها الكبيرة والقوية التي يمكنها الرفرفة بما يصل إلى 200 مرة في الثانية. تمتلك ذبابة الخيل أيضاً زوجاً من العيون المركبة التي تمنحها مجالاً واسعاً من الرؤية وتساعدها على تحديد موقع فريستها.
أسرع الطيور: الصقر الشاهين (Peregrine Falcon)
Credit: Chris Hill
أسرع الطيور، وأسرع عضو في مملكة الحيوان، هو صقر الشاهين، حيث تبلغ سرعة غوصه أكثر من 321 كم في الساعة. صقر الشاهين هو من الطيور الجارحة التي تصطاد الطيور الأخرى عن طريق الغوص من ارتفاع كبير وضربها بمخالبها. ترجع سرعة الشاهين إلى جسمه الأملس، وأجنحته الطويلة والمدببة، وعضلاته القوية. كما يمتلك صقر الشاهين جهازاً تنفسياً خاصاً يسمح له بالتنفس بسرعات عالية، وغشاء راف يحمي عينيه من الرياح.
خاتمة
هذه بعض من أسرع الحيوانات على وجه الأرض، ولكن هناك الكثير منها تستحق التقدير لسرعتها المذهلة. السرعة هي نتيجة لعوامل مختلفة، مثل حجم الجسم، والشكل، والتكيفات، التي تمكن الحيوانات من البقاء والازدهار في بيئاتها. السرعة هي أيضاً مفهوم نسبي، حيث إن بعض الحيوانات تكون أسرع من غيرها بما يتناسب مع طول جسمها. على سبيل المثال، يُعَدُّ عث جنوب كاليفورنيا (the Southern Californian mite) أسرع كائن حي على وجه الأرض بالنسبة لطول جسمه، حيث تبلغ سرعته 322 طول جسم في الثانية. أي إن السرعة المكافئة للإنسان الذي يجري بهذه السرعة ستكون 2091 كم في الساعة. السرعة هي حقاً إحدى عجائب خلق الله، ومصدر إلهام للإنسان.